
هل أنت مِنهم؟؟ (62) هل انطَلَت عليك الحيلة ؟؟
26/11/2018 - عدد مرات القراءة 221

هل أنت مِنهم؟؟ (62) هل انطَلَت عليك الحيلة ؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
لا يُماري مسلم علم ما أحل الله له وما حرم عليه في أنَّ ما يبذله شياطين الإنس والجن للصد عن سبيل الله مِن خلال تحسين المنكر وتسهيله أصبح واضحا جَلِّيا لا يخفى على ذي بصر ولا بصيرة وما ترك أهل الكفر والضلال مِن وسيلة مُستَحدثة إلا وجَهِدوا في استغلالها .
ولا أحسب أنَّ مسلما بلغ سن الرشد لم يبلغه قولُ النبي صلى الله عليه وسلم :" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ" رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما.لقد كثرت المُلهيات وأصبح بإمكان المسلم الحصول على أجهزة الإتصال من خلال البنوك الربوية وتحت مسمى التسهيلات أوالقروض الشخصية بيسر وسهولة وهكذا تنافست شركات الإتصالات بتقديم العروض المفتوحة التي تتيح للمرء استخدام الشبكات العنكبوتية- النِّت- بلا حدود وبلا حسيب ولا رقيب وبأسعار في متناول جميع أفراد المجتمع. فماذا يعني هذا بالنسبة للمسلم وما أثره؟؟
يقول أحدهم إبني الذي لم يتجاوز السنوات الثلاث يقوم بالليل يصرخ ويبكي بكاء شديدا يريد أن نفتح له "النِّت"، آخر يُكابد لإيقاظ أبنائه للمدارس- ولا أقول لصلاة الفجر لأنه لو فعل ذلك لفاتته صلاته هذا إن لم يكن هو بنفسه ما استيقظ لها - والسبب سهر على الفضائيات أو مواقع اليوتيوب، ولك أن تسأل سائقي حافلات المدارس والمدرسين عن عدد النائمين في طريقهم للمدارس وأثناء الدرس،وأما في الدوائر الحكومية ومنها المستشفيات فهل يستطيع مراجع أومريض أن يعترض على الموظف الذي شغله ما يٌسمى "بالواتس أب" أو غيره من البرامج المشابهة؟؟ واختصاراً كم عدد حالات الطلاق التي سببها انشغال أحد الزوجين عن الآخر بتلك الهواتف الذكية كما يُسمونها والتي بذكائها أو قل في الحقيقة بفتنتها ساهمت في مزيد من الابتعاد عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فتحولت نعمتا الصحة والفراغ لنقمة على أصحابها المخدوعين بها والله المستعان.
لقد تقرر عند أهل العلم أن درء المفاسد أولى مِن جلب المصالح فمن عجز عن ضبط استعماله لمثل هذه الهواتف فغلبت مفاسدُها مصالحَها وضاعت حقوق وواجبات بسببها فليتب إلى الله بتركها حتى لا يندم حين لا ينفع الندم فلن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عُمُرِه فيما أفناه وفقنا الله لحسن استغلال أعمارنا وصرفها في طاعته وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.